تحسين مستوى الخدمات السياحية بالمناطق الساحلية في السعودية

تشهد السعودية تطورًا كبيرًا في قطاع السياحة. وخاصة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر، في إطار التوجهات الحكومية نحو تحقيق أهداف “رؤية 2030“. هذه التحركات تأتي كجزء من الاستراتيجية الوطنية لتعزيز السياحة وتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. البحر الأحمر يمثل إحدى الجواهر الطبيعية للمملكة، ويعد محركًا أساسيًا لتنمية قطاع السياحة البحرية والملاحية في البلاد. وهو ما تعمل عليه الجهات التنظيمية والهيئات الحكومية بشكل متسارع لضمان تطوير مستدام لهذا القطاع الحيوي.

دور الهيئة السعودية للبحر الأحمر في تعزيز السياحة البحرية

في خطوة مهمة لتعزيز هذا القطاع الحيوي. بدأت الهيئة السعودية للبحر الأحمر منذ تأسيسها في عام 2021 بتطبيق سلسلة من اللوائح الجديدة التي تهدف إلى تنظيم الأنشطة البحرية والسياحية على طول ساحل البحر الأحمر. الهيئة تعمل بشكل متواصل على تمكين منظومة سياحية متكاملة تركز على تطوير اقتصاد السياحة وتعزيز جاذبية المملكة كوجهة سياحية عالمية. وقد دخلت اللوائح الجديدة التي وضعتها الهيئة حيز التنفيذ في نوفمبر 2023. ممّا يمثل مرحلة جديدة في تطوير خدمات السياحة الساحلية.

اقرأ المزيد عن كيف تؤثر السياحة المتزايدة في المملكة على سوق العقارات الفندقية

تتضمن هذه اللوائح مجموعة من المعايير التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات السياحية مع التركيز على الاستدامة البيئية. الحفاظ على البيئة البحرية هو أحد الأهداف الرئيسية للهيئة. إذ يشكل البحر الأحمر موطنًا لأحد أكبر الحيود المرجانية المزدهرة في العالم، كذلك يتطلب حماية مستمرة لضمان استدامته للأجيال القادمة.

زيارات ميدانية لتنظيم القطاع وضمان الجودة

بدأت الهيئة السعودية للبحر الأحمر في تنفيذ زيارات ميدانية شملت عدة مناطق على طول الساحل الغربي. بما في ذلك محافظات جدة، الليث، ومدينة جازان. الهدف من هذه الزيارات هو إصدار التراخيص اللازمة لمشغلي المراسي السياحية والوكلاء الملاحيين، وذلك لضمان أن تكون العمليات التشغيلية في هذا القطاع متوافقة مع معايير السلامة والجودة التي وضعتها الهيئة.

تمت هذه الزيارات في إطار تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق تجربة سياحية فريدة للزوار. حيث تسعى الهيئة إلى رفع مستوى الوعي البيئي بين جميع شرائح المجتمع وضمان استدامة الأنشطة السياحية والملاحية. حتى الآن، نفذت الهيئة 14 زيارة ميدانية منذ بداية عملياتها. وهي مستمرة في توسيع نطاق نشاطها لتغطية جميع المناطق الساحلية الحيوية.

قد يهمك ايضا الاستمتاع بالسياحة في المنتجعات خلال العطلة الصيفية في المملكة

تعزيز اقتصاد السياحة في المناطق الساحلية في السعودية

واحدة من الأهداف الرئيسية للهيئة السعودية للبحر الأحمر هي تمكين المستثمرين من الدخول إلى قطاع السياحة الساحلية. بما في ذلك دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة. هذا الدعم يعزز من قدرة القطاع على خلق فرص عمل جديدة وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني. يتيح التركيز على المنشآت الصغيرة والمتوسطة فرصًا استثمارية واعدة في الأنشطة السياحية البحرية والملاحية. ممّا يسهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة على المدى الطويل.

تستهدف هذه الجهود تنمية المناطق الساحلية في المملكة وجعلها مناطق جذب سياحي تستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم. وهو ما بدأت السعودية في تحقيقه مع الإعلان عن افتتاح وجهة البحر الأحمر في أكتوبر 2023. هذه الوجهة السياحية تمتد على مساحة تزيد على 28 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الساحلية البكر. وتضم رابع أكبر حيد مرجاني مزدهر في العالم، ممّا يجعلها وجهة رئيسية لعشاق الطبيعة والبيئة البحرية.

أقرأ المزيد عن العقارات والإيجارات وتكاليف المعيشة بين جدة والرياض: أين تجد التوازن المثالي؟

افتتاح وجهة البحر الأحمر: بوابة جديدة للسياحة العالمية

افتتاح وجهة البحر الأحمر يمثل علامة فارقة في قطاع السياحة السعودي. بفضل بيئتها الطبيعية الخلابة ومواردها الغنية. تمتد هذه الوجهة على مساحة ضخمة وتوفر تجربة سياحية متميزة تلبي احتياجات السياح المحليين والدوليين. كما أنها تشمل الوجهة مجموعة متنوعة من الأنشطة البحرية والترفيهية التي تعتمد على البيئة الطبيعية المحيطة. ممّا يضمن تجربة استثنائية تجمع بين المغامرة والاسترخاء.

البيئة الطبيعية الفريدة التي تتمتع بها هذه المنطقة تجعل منها وجهة جذابة لمحبي الغوص واستكشاف الحياة البحرية الغنية. بالإضافة إلى ذلك، كذلك توفر الوجهة فرصًا للاستثمار السياحي من خلال إنشاء منتجعات وفنادق فاخرة توفر تجربة رفاهية عالمية المستوى. وقد ساهمت الحكومة في دعم هذا المشروع بشكل كبير، ما جعله محورًا رئيسيًا لتطوير السياحة الساحلية في المملكة.

التركيز على الاستدامة البيئية وحماية الموارد البحرية

أحد الجوانب الرئيسية التي تركز عليها الهيئة السعودية للبحر الأحمر هو الاستدامة البيئية. حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين تطوير السياحة وحماية البيئة البحرية الفريدة للبحر الأحمر. هذه الجهود تتضمن حماية الحيود المرجانية النادرة وضمان أن تكون الأنشطة السياحية والملاحية متوافقة مع المعايير البيئية العالمية.

تسعى المملكة إلى جعل التنمية السياحية في المناطق الساحلية نموذجًا للاستدامة، وهو ما يعزز من جاذبية السعودية كوجهة للسياحة البيئية. تتضمن هذه الجهود وضع خطط للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري. مع توفير فرص استثمارية مستدامة تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي والمجتمعات المحيطة.

تعرف علي المزيد عن خدماتنا العقارية

خلق فرص عمل وتحفيز الاستثمارات في المناطق الساحلية في السعودية

من خلال تمكين المستثمرين المحليين والدوليين من الدخول إلى قطاع السياحة البحرية. تعمل الهيئة السعودية للبحر الأحمر على توفير فرص عمل جديدة وتحفيز الاستثمارات في هذا القطاع. تُعد المشاريع الصغيرة والمتوسطة جزءًا أساسيًا من هذه الاستراتيجية، حيث يتم تقديم الدعم والتسهيلات لهذه الشركات لتطوير أعمالها والمساهمة في بناء اقتصاد مستدام وقوي.

تحفيز الاستثمارات لا يقتصر فقط على الشركات الكبرى. بل يشمل أيضًا المبادرات الفردية التي يمكن أن تسهم في تعزيز قطاع السياحة الساحلية من خلال تقديم خدمات مبتكرة ومميزة للزوار. ويأتي ذلك في إطار السعي إلى تعزيز التنوع في العروض السياحية وتلبية احتياجات مختلف فئات السياح.

الخلاصة

تشهد المناطق الساحلية في السعودية، وخاصة على طول البحر الأحمر، تحركات متسارعة لرفع مستوى الخدمات السياحية وتعزيز جاذبية المملكة كوجهة سياحية عالمية. الجهود التي تقودها الهيئة السعودية للبحر الأحمر. مع التركيز على الاستدامة البيئية وتحفيز الاستثمارات. تعكس التزام المملكة بتطوير قطاع السياحة بما يتماشى مع أهداف “رؤية 2030”. مع افتتاح وجهة البحر الأحمر وتقديم فرص استثمارية واعدة. يبدو مستقبل السياحة الساحلية في السعودية مشرقًا. ويمثل خطوة نحو تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.